
طبعا انا غايتي من طرح هذا الموضوع التوضيح والمقارنة والموازنة بشكل هادئ ، بعيدا عن التعصب و إثارة المشاكل ، فأنا املك ايفون واملك جهاز موتورولا مايل ستون (وامتلكت من قبله ثلاثة اجهزة أندرويد) و ذلك لأني أعشق شركة جوجل وليس لأنه جهاز أعتمد عليه و ولمحاولة فهم لماذا هذا التعصب له والإنبهار الغريب به وهو لا يوفر أكثر مما توفره هواتف نوكيا بنصف السعر تقريباً !
سيكون نقاشي عن هذا النظام مقارنة بنظام iOS والنوكيا السمبيان ، وأتمنى بشدة أن لا يتحول الموضوع إلى هجمات وغارات بدون داعي ، فنحن أرقى من أن نهاجم بعضنا لنتعصب لشيئ فالنهاية تافه ، فنظام الجوال أي كان لا يستدعي قدح وذم في بعضنا أو في الشركات المنتجة له (هم شركات تتنافس ونحن مستهلكين فقد يكون لهم العذر في ذم منتجات بعضهم لتحصيل الربح أما نحن فهمنا الفائدة النهائية المرجوة من المنتج) .
فبعد سنة كاملة تقريباً من استعمالي لأندرويد لم أجد أي ميزة فيه كنظام (أو حتى كأجهزة) أبهرتني أو اعجبتني وسأذكر لكم الأسباب بشكل نقاط ، وبعضها سأقارنه بالآي فون و النوكيا....
الإستجابة :
بحكم ان الاجهزة التي قمت بتجربتها من اوائل أجهزة أندرويد ( هيرو ، نيكسوس ون ، سوني أركسون أكس 10 ، و مايل ستون من موتورولا ) ولكنها كانت الأفضل في وقتها لاحظت أن استجابة النظام ليست ناعمة مثل iPhoneفاستجابة الشاشة عند تحريك القوائم ليست بطريقة iPhone الدقيقة والسريعة (لا أدري عن ذلك في الأجهزة الجديدة مثل الجالكسي والديزاير) .
متجر البرامج :
لا يتوفر في المتجر حتى الآن إلا البرامج المجانية ، والتي نسبة كبيرة جدا منها بدون فائدة أو إضافات ، ولا يوجد برامج مفيدة مثل الموجودة على نظام iOS ، كما لا يمكنني أن اشتري من المتجر الامريكي بسبب عدم قبول وسيلة دفع (على حد علمي) حتى الآن ، اما App Store الخاص بنظام iOS فرغم أن معظم البرامج متوافرة في جميع الدول ، إلا أنه حتى في حال رغبتك في برنامج لا يوجد إلا في المتجر الأمريكي فيمكنك الحصول عليه عن طريقة البطاقات المسبقة الدفع المتوفرة في معظم محلات أبل ( بطاقات هدايا الآيتونز ) ناهيكم عن وجود الجيل بريك.
وأيضا بالنسبة للنوكيا سامبيان الذي يوجد في اصداراته الجديدة Ovi Store توجد به البرامج المدفوعة والمجانية ، وهو مالا ينطبق على الماركيت الخاص بـ Android ، والذي حتى مع التوسعة الجديدة له لم يشمل أية دولة عربية حتى الآن.
البرامج :
صحيح أن البرامج الموجودة على الاندرويد تتمتع بحرية أكبر في النظام وفي زيادة مضطردة ، لكن أتى ذلك على حساب الجودة والفائدة والأمان ، نعم أقر أن ابل تفرض قيود مرهقة (في بعض الأحيان) على المبرمجين ، و لكن أنا لست مبرمج ففي النهاية يهمني المنتج النهائي ، والفائدة التي يوفرها لي.
وبصراحة لم أجد الفرق بين معظم البرامج التي تدعي الحرية في الوصول للنظام والبرامج التي يقال عنها مقيدة فجميعها تؤدي نفس الوظيفة ، ناهيكم عن أن القيود التي فرضتها ابل على المبرمجين في مصلحتنا كمستخدمين فهي تمنع البرامج التي تحاول الحصول على معلومات المستخدم بدون علمه ، أو البرامج التي تؤثر على اداء الجهاز فهي تريد فعلا ان تجعل مالك الجهاز سعيد بمنتجه الذي مهما قام بتنزيل البرامج عليه فلن يتأثر جهازه او يخاف على سلامة بياناته ، مثلما حدث عندما قام أحد المبرمجين على Android من تنزيل برنامج خلفيات يقوم بسرقة معلومات حساسة عن المستخدم وإرسالها إلى موقع صيني غامض ، وهنا جزيئة أخرى في صالح iOS حيث أن الرقابة على البرامج تأتي قبل ، أو بمعنى آخر وقائية وليست بعد وقوع الضرر.
كما أن أبل منعت البرامج التي تصنف على أنها رديئة وبدون فائدة مثل برامج التي تصدر اصوات غبية وغيرها ، مما يعني أنه مستقبلا ستجد جميع البرامج رائعة مفيدة أخذت عناية كافية من المطور ومن ابل ايضا قبل أن تصل إليك ، والجدير بالذكر ان أبل ليست بالعناد الذي يتخيله البعض ، فمن فترة إلى الأخرى تتغاضى أبل عن بعض الشروط وتغير البعض وذلك حسب البيئة والوعي الذي يصل إليه المطور للبرامج.
ناهيكم عن منع أبل معظم البرامج الجنسية وتوفيرها حماية أكبر لمستخدمي المتجر الصغار في السن بتوفيرها قيود في الأجهزة على تنزيل البرامج ، ففي النهاية انا مستخدم نهائي للمنتج ولا يهمني الحرية التي تتوفر للمبرمج بقدر ما يهمني المنتج نفسه ، ولا أريد برامج تؤثر على اداء جهازي لأضطر إلى تغييره إلى جهاز آخر بمواصفات أقوى حتى أتمكن من تشغيله بالشكل الصحيح ، أما iOS فمعظم البرامج تتوافق مع جميع الأجهزة التي اصدرتها ابل وسبب إطالتي في موضوع البرامج أنه هو السبب الأهم في شراء أي جهاز جوال ، إذا أنه بدونها لما وجد فرق بين جهاز نوكيا صغير و iOS أو Android.
تعدد الأجهزة :
Android له أجهزة كثير وبمواصفات تختلف عن الأخرى ، فيوجد منه الصغير والكبير والمخصص للإتصال والمكالمات فقط ، والكبير الذي يقوم بوظائف اكبر ، التنوع جميل لكن نتائجه فيما يخص البرامج سيئة ، فمعنا ذلك وجود برامج لا تعمل على الأجهزة ، او برامج لا تعمل بنفس الكفاءة على جميع الأجهزة ، وحل ذلك أن يقوم المطور بعمل نسخ متعددة من البرنامج لتعمل على كافة الأجهزة مما يشكل عبئ كبير على المطور ، وبالتالي عزوفه عن تطوير برامج أكثر أو تحسنات ، بسبب أن برنامج بسيط أخذ منه وقت كبير جدا.
أما بالنسبة للآيفون فهناك اختلاف بسيط بين اصدارات الأجهزة لا تشكل أي مشكلة للمبرمج ، كما أنه مقاس الشاشة واحد في جميع الاجهزة (آيفون) مما يعطي المطور وقت أكبر يقضيه في تحسين برنامجه أو العمل على برامج أخرى بدلا من أن يقضي وقت طويل ومرهق في تعديل أكواد لا تنتهي بسبب تعدد المنصات التي يستهدفها المبرمج. فهنا أثرت هذه على جودة المنتج والمبرمج والنظام والمستخدم.
واجهة النظام :
سمعت من الكثيرين أن واجهة iOS ليست جميلة وانه لا توفر معلومات سريعة وأنه يجب ان تقوم بتشيغل البرنامج للتتطلع عن المعلومة التي ترغبها, أنا أؤيد ان ابل يجب ان تقوم بتحديث واجهتها , لكن يجب أن لا ننسى ان واجهة ابل احدثت ثورة في عالم الاجهزة الكفية, وان الجميع قلدها في تلك الواجهة, لكن كل ما هنالك ان العالم يرغب بالتجديد, وهي بصراحة نقطة في صالح الاندرويد, لكن لا ننسى ان ما يوجد في Android مجرد قشرة, فبمجرد أن تضغط على احد المعلومات الموجودة في تلك الواجهة يصدمك التعقيد والإعدادات التي لا تنتهي في Android, أما في iOS فترى أن هنالك تجانسا في النظام, فمعظم البرامج الموجودة في الApp Store لها نفس شاشة الإعدادات الخاصة بالجهاز,ونفس الأدوات التي تستخدمها في تحديد التواريخ والأرقام وغيره, فهنا سهل عليك التعامل مع أي برنامج تريد تحميله, حتى للفئة من الناس التي تجد صعوبة في التأقلم مع الأجهزة المصنفة كحاسبات كفية, لن يجدو نفس تلك الصعوبة مع ايفون, في الناحية الأخرى اندرويد ليس بتلك السهولة, فالواجهة الجميلة تختفي بمجرد النقر على معلومة معينة, مما يعني تشتت كبير للمستخدم خاصة الذي لا يتمتع بالخبرة الكافية. مثل الكبار في السن.
اللغة العربية :

المشكلة الأزلية لجميع العرب ، فدائما ما يبهرنا الغرب بتلك الأجهزة الجميلة ولكن نصطدم بعدم وجود دعم للغة العربية ، فأندرويد لم يصدر له حتى الآن أي دعم عربي من جوجل ، بل قامت الشركات المصنعة للأجهزة بذلك ، وفي عدد بسيط جدا من الأجهزة ، أما برامج اللغة العربية والتي ذكرتني بحقبة جهاز القرص من نوكيا والباندا والذي كنا نقوم بالكثير من الخطوات لكي نجعله يقراء كلمة عربية داخل البرنامج فقط وبحروف متقطعة ، ولا أرى سببا منا كعرب ان ننبهر كل هذا الإنبهار ولغتنا لم تدعم بل حتى دولنا لم تدعم في البرامج.
الملحقات المبتكرة :

بالرغم من أن هذه الجزئية تابعة لتعدد الأجهزة ، إلا أنه لأهميتها فضلت أن افرد نقطة خاصة بها ، فكون الأجهزة متقاربة إلى حد كبير (لم يتم التغيير إلا في iPhone 4) معنى ذلك توفر عدد كبير من الملحقات الرائعة التي تقوم بتصنيعها شركات متخصصة ، لا أتكلم هنا عن السماعات والبطاريات ، وإنما أتكلم عن بعض الإكسسوارات التي لم تكن موجودة قبل الآيفون ، مثل قطعة تركيب عدسات الكاميرات الإحترافية على الآيفون فلولا وجود نموذج موحد ومنتشر بشكل كبير لتلك الشركات لتصنيع النماذج لما وجدت تلك الملحقات المبتكرة ، والأمثله عليها كثيرة فأنت بامتلاكك آيفون لديك تشكلية واسعة وكبيرة جداً من الملحقات التي تجعلك تستفيد من جهازك بشكل يتعدى الإستخدام العادي.
لكن في الناحية الأخرى في الأندرويد لا توجد الملحقات بنفس العدد الموجود على الاجهزة الأخرى ، لأن الشركات المصنعة للهواتف لديها الكثير مما يشغلها عن تلك الملحقات ، أما الشركات المتخصصة للملحقات فلن تقوم بصنع عدد كبير من الملحقات المبتكرة بسبب أنه لا يوجد العدد الكافي الذي يمكن أن يشتري تلك الملحقات على جهاز مايلستون مثلاً ، بينما الآيفون يوجد أكثر من 70 مليون جهاز يقبل تلك الملحقة ونسبة كبيرة منهم قد تشتريها !
خاتمة:
قد يكون الموضوع بالنسبة لمستخدمي الاندرويد الحاليين موضوع ذوق لا أكثر ولا أقل ، وإلا لماذا نتعصب لنظام لا يدعم لغتنا ولا يدعم سوقنا ولايوجد به أي ميزة تذكر بحجة الحرية؟ هل رأينا تلك الحرية؟
لا إنها موجودة في الأسواق الأمريكية وغيرها وإنما ليست لنا ، لكن إذا كنا سنتكلم بشكل تقني وواقعي وما يهمنا نحن كمستخدمين فلازال الاندرويد نظام وليد لا يصح مقارنته مع غيره من الأجهزة مثل آيفون أو حتى نوكيا ، وقد شبهت ذلك بمقارنة سيارة تسير في الشارع بسيارة لا زالت في المصنع ، فلازال امام اندرويد مشوار طويل ليقطعه وإنتشاره الهائل ليس إلا كونه نظام مفتوح ومجاني يمكن لجميع الشركات تعديله حسب احتياجها مجانا ، وليس مقيد مثل نظام سامبيان الخاص بنوكيا ، ولن يتطلب من الشركات وضع متجر للبرامج داخل النظام فهو موجود اساساً فالعبئ الأكبر يقع على Google ومطوري البرامج لدعمها ، وبمجرد استغناء Google او المطورين عن التطوير للنظام (وهي السياسة التي تنهجها ابل وغوغل ونوكيا ومايكروسوفت ايضاً في نظامها winows phone 7 وذلك باستقطاب المطورين واحتكار تطوير برامجهم على منصتهم الخاصة) فلن يكون Android بالرواج الذي هو عليه الآن فالشركات الأخرى استخدمت الأندرويد بسبب متجر البرامج ومجانية النظام ، ولكي لا تضطر إلى توفير متجر برامج خاص بها يكلفها جهد كبير جداً(وقد رأينا مايكروسوفت حينما وضعت صورة للعبة Angry Birds في أحد إعلانتها وتم إحراجها من قبل مطور اللعبة انه لم يتفق مع مايكروسوفت ولا توجد لديه النية لذلك) لا بسبب جودته أو تقنية معينة ، وهذا أيضاً يفسر تأخر كثير من الشركات في التطوير بين التحديثات الخاصة بالنظام من حين لآخر ، بعكس تحديثات iOS التي تطلق في وقت واحد لجميع الأجهزة ، بسبب مبداْ أبل المشهور بصنع الهاردوير والسوفتوير وهذا يلغي في النهاية صبغة الشركة التي طالما احببناها Google التي لا يتجاوز وجودها في نظام الأندرويد إلا في الـ Market في كثير من الأحيان.
وأتمنى من جميع الزوار الكرام ، سواء من يملك جهاز بنظام الأندرويد أو من يملك آيفون ، المشاركة برأيه ، فأولاً وأخيرا يهمنا كمستهلكين ، أو كمقبلين على الشراء ووقعنا في مثل هذه الحيرة ، أن يساعدنا هذا الموضوع على قرارنا في الشراء.
لكم خالص شكري.
0 التعليق:
إرسال تعليق