هناك فئة من المتشائمين الذين يعتقدون أن ضرر الانترنت أكبر من نفعه ، ولو أن الانترنت من بداية اتصالهم به يعرض عليهم صفحات إجبارية ويختار لهم المواقع التي يتصفحوها لكان معهم الحق في تذمرهم ، لكن جميع المتذمرين ينسون دائماً أنهم يستاءون من اختياراتهم الشخصية في التصفح.
أما إذا كانوا يعتقدون بوجود شبكة فاضلة وأنهم لن يجدوا إلا كل ما يسرّهم فإنهم سيصدموا بالتنوع الثقافي والاجتماعي الذي لم يعتادوا على رؤيته في الحياة الواقعية وتفاجأوا به أثناء تجولهم في الشبكة العنكبوتية العالمية. يجب أن لا يغيب عن بالهم أن اختلاف مشارب الناس وأنماط تفكيرهم هو من سنن الله – جل جلاله – في الخلق ، وأن الله سخّر أقواماً لأقوام فمثلاً العلماء في مجالات مختلفة كالطب وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها يقدمون لنا عبر الانترنت حقائق علمية متجددة نستطيع الاستفادة منها في حياتنا اليومية، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.
في الحقيقة وفّر الانترنت للجميع بلا استثناء مساحة لعرض آراءهم الشخصية وأفكارهم وكذلك حرية الرد على آراء الآخرين إذاً فهي نقطة تُحسب للانترنت وليس عليه ، على الرغم من أن بعض النقد لاذع ولا يفيد في شيء لأنه يركز على المشاعر وليس على المنطق وجدال المشاعر دائماً يؤدي إلى السب أو اللعن مما ينافي صفات المؤمن كما في الحديث "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا بِاللَّعَّانِ ، وَلَا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ".
0 التعليق:
إرسال تعليق